--------------------------------------------------------------------------------
حينما لا نستطيع البوح ..!
سعيدٌ ذلك القادر على إبانة مكنون نفسه ...
ليتخفف من حمالة الهم ، ويلقيها على ذي قلب مشارك ...
صديقٍ يمسح عبرات الفؤاد ، ويجلب الحظ لمسلوب المشيئة ...
إنها أمنية يحملها الناس ، ولو قدروا لانتفضوا فأسقطوا عن كواهلهم
أثقال الهموم ...
لكن ... ما يجد بغيته في زخم التضاربات إلا بعضهم ...
وآخرون يستنجدون بلا صراخ ... بلا صوت ...
إنما تدركهم البصائر ، وتعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافًا ...
قد منعهم من البوح وبث الهم تجلد وتماسك ...
أو أرغمهم على الصمود حساسية المواقف والعلائق ...
أو تصدهم نفوس ألِفت الألم ، فلم تعد ترى ما خلف البؤس ...
ثم لا يزال الهم بأحدهم حتى ينسى من دنياه معاني الجمال ،
وتموت في خيالاته الأمنيات ، ويظل كأعمى على مفترق طرق ؛
لا تجدي توقعاته ، ولا ينفعه عزمه ، ولا يأبه به المارة ...
أوه من تلك الحال ... وعجبًا لمن كتبت عليه تلك الأيام !
وما الأنيس فيها إلا صائبات الهموم ، وقاتلات الذكريات ...
أوَ يؤخذ على ذي ضنى بهذا حزنه ؟!
سقاني الدهر من قدح المآسي *** مشارب لا تصـــح بـها الحياةُ
فيا زمني هلم فخــذ بنفـسي *** فما في العيش إذ حان الشتاتُ
دعوت المــوتُ حتى لا ألاقي *** بعــــادًا لا تطــاق بـــه الوفـاةُ
* * *